مايكروسوفت تواجه تحديات خطيرة مع الذكاء الاصطناعي Copilot: كيف يمكن للشركات حماية بياناتها الحساسة؟

في الآونة الأخيرة، ظهرت مشكلة جديدة تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي “Copilot” من مايكروسوفت في بيئات العمل، وهي مشكلة تهدد سلامة البيانات وحوكمة المعلومات داخل الشركات. إذ أظهرت هذه المشكلة أن Copilot قد يجيب على استفسارات الموظفين بشكل يتجاوز التوقعات، مما يؤدي إلى تقديم معلومات حساسة لا ينبغي الوصول إليها.

الذكاء الاصطناعي Copilot: أداة فعالة تواجه تحديات كبيرة

تُستخدم أداة “Copilot” من مايكروسوفت على نطاق واسع في العديد من الشركات، حيث تُسهل الوصول إلى المعلومات والمستندات المختلفة داخل بيئة العمل، مما يعزز من إنتاجية الموظفين ويجعل العمليات أكثر سلاسة. ولكن، مع هذه الفوائد تأتي تحديات غير متوقعة تتعلق بأمان البيانات وحوكمة المعلومات.

المشكلة: صلاحيات الوصول غير المحددة بدقة

تكمن المشكلة في أن العديد من الشركات لم تقم بتحديد صلاحيات الوصول إلى الملفات والمستندات بشكل دقيق داخل أنظمتها. إذ تبين أن نصف الشركات التي تستخدم “Copilot” لم تُعِد ضبط صلاحيات الوصول إلى الملفات بشكل صحيح، مما يعني أن بعض الموظفين يمكنهم الوصول إلى معلومات حساسة لا ينبغي لهم الاطلاع عليها عبر Copilot.

مثال واقعي: كشف معلومات حساسة غير مقصود

على سبيل المثال، قد يسأل موظف عادي في الشركة “Copilot” عن راتب أحد المديرين التنفيذيين. وإذا لم يتم ضبط صلاحيات الوصول إلى الملفات القانونية بالشكل الصحيح، فإن Copilot قد يستخلص هذه المعلومات الحساسة من المستندات المتاحة لديه ويقدمها للموظف. هذا النوع من التجاوزات يمكن أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة في إدارة الشركات، ويعرضها لمخاطر قانونية وأمنية.

استجابة الشركات: إيقاف أو تقييد استخدام Copilot

وفقًا لاستطلاع أجرته شركة “Securiti” المتخصصة في حوكمة البيانات، والذي شمل أكثر من 20 مسؤولًا عن البيانات في الشركات الكبرى، تبين أن حوالي نصف هذه الشركات قد قررت إيقاف استخدام “Copilot” أو تقييده بشكل كبير بسبب المخاوف المتعلقة بأمان البيانات. وقد أوضح “جاك بيركوفيتز”، مدير البيانات في “Securiti”، أن هذه المخاوف تنبع من التحديات المتعلقة بإدارة صلاحيات الوصول إلى البيانات، خصوصًا في الشركات الكبيرة التي تعتمد على أنظمة معقدة مثل SharePoint وOffice 365.

تأثير صلاحيات الوصول المتداخلة على أمان البيانات

وأشار بيركوفيتز إلى أن “Copilot” يقوم بتلخيص المعلومات بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى الكشف عن معلومات حساسة لموظفين لا ينبغي أن يكون لديهم صلاحية الوصول إليها. ومن الجدير بالذكر أن السبب في هذه المشكلة يعود إلى أن العديد من الشركات لم تقم ببناء بيئة نظيفة ومهيأة بشكل صحيح منذ البداية. فالأنظمة الحالية قد تم تطويرها على مر السنين بشكل متفرق، مما أدى إلى تداخل الصلاحيات وعدم وضوح إدارة البيانات بشكل كامل.

تحديات مشابهة في الماضي: درس من تجربة أدوات البحث الداخلية

مشكلات مشابهة واجهتها الشركات في الماضي عند استخدام أدوات البحث الداخلية، مثل تلك التي قدمتها جوجل قبل 15 عامًا. في ذلك الوقت، كانت الشركات تواجه تحديات كبيرة في ربط صلاحيات الوصول إلى الملفات بنتائج البحث. ولكن مع مرور الوقت، تم تطوير حلول تقنية لتجاوز هذه المشكلة. واليوم، تجد الشركات نفسها أمام تحديات مماثلة مع استخدام الذكاء الاصطناعي مثل “Copilot”.

الحلول الممكنة: كيفية حماية البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي

لحل هذه المشكلة، تحتاج الشركات إلى التركيز على ضمان وضوح إدارة البيانات وصلاحيات الوصول. يجب على الشركات أن تضمن أن لديها رؤية كاملة وشاملة للبيانات التي تمتلكها، وأنها تعرف تمامًا من هم الموظفون الذين يمكنهم الوصول إلى تلك البيانات. وعندما تتمكن الشركات من تحقيق هذه الشفافية والتحكم الكامل في بياناتها، ستكون قادرة على تفعيل الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مثل “Copilot” بشكل آمن وفعال.

التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وحماية البيانات

في الوقت الذي يستمر فيه الذكاء الاصطناعي في إثارة الإعجاب بإمكاناته الواسعة لتحسين الإنتاجية وتعزيز الابتكار، يجب على الشركات أن تتذكر أن الأمان وحوكمة البيانات يجب أن يكونا في صدارة اهتماماتها. فبدون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، يمكن أن يؤدي الاعتماد الكبير على التكنولوجيا إلى مشكلات غير متوقعة قد تكون تكلفتها عالية على الشركات من الناحية المالية والسمعة.

الخلاصة: كيف تستفيد الشركات من Copilot بشكل آمن؟

ختامًا، فإن مستقبل الذكاء الاصطناعي في بيئات الشركات يعتمد بشكل كبير على قدرة هذه الشركات على تحقيق التوازن بين الاستفادة من إمكانيات التكنولوجيا الحديثة وضمان حماية بياناتها وإدارة صلاحيات الوصول إليها بشكل صحيح. فقط من خلال هذا التوازن يمكن للشركات أن تستفيد بشكل كامل وآمن من تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل “Copilot”.

Source
المصدر
Exit mobile version