في عالم البرمجة، تعتبر الخبرة والمعرفة بالتقنيات والأدوات الحديثة من العوامل المؤثرة على نجاح المبرمجين في مجالهم. ومع ذلك، فإن وجود بعض الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المبرمجون قد يؤثر على جودة البرمجيات التي ينتجونها وقد يؤدي إلى تعطيل وظائفها. ولذلك، تعد معرفة هذه الأخطاء وتجنبها خطوة أساسية في تطوير مهارات المبرمجين وتمكينهم من الوصول إلى مستوى احترافي أكبر.
إن هذه المقالة تهدف إلى تحذير المبرمجين من الوقوع في بعض الأخطاء الشائعة في عالم البرمجة وتمنحهم المعرفة اللازمة لتجنبها ومن ثم تحسين جودة البرمجيات التي ينتجونها وتحقيق النجاح المرجو. ولذلك، ندعوكم للانتقال إلى فصول هذه المقالة والتعرف على هذه الأخطاء وطرق التغلب عليها.
1- الخطأ الاول عدم فهم متطلبات المشروع
عندما ينطلق المبرمج المبتدئ في تطوير مشروع جديد، يجب أن يكون على بينة تامة بمتطلبات المشروع. فالأهداف غير واضحة تأتي بنتائج مخيبة للآمال وربما تتسبب في إفشال المشروع بأكمله. إذا أردت الوصول لنتائج إيجابية وإنجاز مشروع ناجح، فلا بد لك من فهم متطلبات المشروع بشكل كامل وواضح قبل الشروع في البرمجة، والتأكد من أنه بإمكانك تلبية تلك المتطلبات بكفاءة عالية.
2- الاستعجال في البرمجة
الإسراع في البرمجة قد يكون صعبًا للمبرمج المبتدئ. لذلك يجب ألا يتجاهل بعض الخطوات الأساسية والتي يجب القيام بها بعناية. يتحتم عليك الالتزام بأسلوب عمل منهجي وتحليلي، وأن تركز جيدًا على كل تفاصيل المشروع البرمجي. يجب أن تفهم جيدًا الخطوات الأساسية وتنفيذها بعناية، بحيث لا تسبب أي مشاكل في النظام البرمجي ولا تؤدي إلى وجود أخطاء أو عيوب. لذا تأكد من تخصيص الوقت الكافي للعمل والانتباه الشديد لكلّ خطوة تقوم بها في العملية البرمجية.
3- عدم الاهتمام بالتعليقات
قد يُغفل المبتدئ في البرمجة أمر مهم يتمثل في إضافة التعليقات في الكود البرمجي. فقد يبدو للوهلة الأولى أنها أمر قد لا يأخذ كثيرًا من الوقت والجهد، إلا أنها يمكن أن تكون بالفعل ذات أهمية بالنسبة للكود المبرمج. إذ قد تعمل التعليقات البرمجية كدليل ومرشد للمبرمج المستقبلي، وتجعل من السهل تصفح وصيانة الكود بمجرد النظر إليها.
لذا، يجب أن يراعي المحترف في البرمجة أهمية إضافة التعليقات بتفاصيل، فهي تساهم في جعل الكود أكثر وضوحًا ويسر الفهم، وتجنب الخطأ خلال عملية الصيانة، أو إصلاح بعض الأخطاء البرمجية الممكنة التي قد تحدث في وقت لاحق. تذكر أن الاهتمام بتفاصيل الكود هو أساس البرمجة المبتدئة، لذا لا تسرّع ولا تستهتر في العمل البرمجي، بل اجعل من التعليقات جزءًا أساسيًّا من عملك في البرمجة.
4- استخدام أسماء متغيرات ليس لها معنى
يُشير الخبراء في عالم البرمجة إلى أنّه يُعدّ أمرًا مثيرًا للقلق حين يبدأ المبتدئ في البرمجة باختيار أسماء غير واضحة للمتغيرات والدوال والكلاسات. فإذا تعامل المبرمج المبتدئ بالأسماء دون مغزى ومعنى، يمكن أن يفقد الكود البرمج الوضوح والبساطة التي تجعل من السهل فهمه وصيانته في المستقبل. قد ينسى المدير الجديد الدور الذي يلعبه التصميم البرمجي، ويبدأ بالاستفسار حول الأسماء غير الواضحة والتي يحتاج إلى فهمها، وينتج عن ذلك تأخرًا في نجاح المشروع المبرمج.
لذا، يجب على المحترف في البرمجة استخدام أسماء معبرة وواضحة للمتغيرات والدوال والكلاسات، حتى يسهل فهم الكود وتحديد المكان الذي يحتاج إلى صيانة. ركز على استخدام الأسماء المناسبة للكائنات والحفاظ على الترتيب والتنظيم في الكود البرمجي. هذا يجعل من السهل فهم الشفرة البرمجية واستمرارية عملها، ويساعد على جعل العلاقة بين الكود والمحتوى أكثر وضوحًا.
5- عدم اختبار البرمجيات بشكل كامل :
من بين التحديات الرئيسية التي يواجهها المبرمج المبتدئ، هو عدم اختبار البرمجيات بشكل كامل. قد يقوم المحترف المبتدئ في البرمجة بتسليم البرمجيات بدون تبعية عملية اختبارات شاملة للبرامج التي ينتجها. في حال كان الأمر كذلك، فإنه يمكن أن يؤدي هذا إلى تكرار الأخطاء التي لم يتم اكتشافها وإصلاحها، ويمكن أن ينتج عن ذلك تحطيم ثقة العملاء والأشخاص ذوي الصلة بالمشروع.
لذا يجب على المحترف المبتدئ وضع نظام جيد للتحقق المتواصل من جودة البرمجيات واختبارها بشكل كامل. يتعين اتباع نهج تحليلي وعملي عند اختبار البرمجيات، والتأكد من أنها تعمل بشكل سليم في جميع الحالات الممكنة، وأيضًا الحصول على ملاحظات من زملائه المبرمجين والعملاء على الخلل في النظام. بلا شك، فإن الاعتماد على العميل النهائي لاستكشاف الأخطاء وأخذ التعديلات هو أمر خاطئ. إذ يمكن أن يؤدي إلى المزيد من التكاليف والوقت، وفقدان الثقة في المشروع. لكون من الأفضل اختبار البرمجيات بدقة بغرض الحفاظ على الجودة والحدّ من الأخطاء ، وذلك عن طريق إدراج التدابير الأمنية المناسبة في الكود، وتجنب ترك الثغرات المفتوحة التي يمكن استغلالها من قبل المهاجمين.
6- عدم مراجعة الكود :
يعتبر حرص المبرمج المبتدئ على مراجعة الكود الخاص به بشكل دوري، والتأكد من عدم وجود أي أخطاء أو عيوب فيه، من الأمور الأساسية التي ينبغي عليه الانتباه إليها. فالكود هو الأساس الذي تقوم عليه البرمجيات، وإذا كانت هناك أخطاء فيه، فإن ذلك سيؤثر على أداء البرمجيات ككل، وسيتسبب في مشاكل متعددة للمستخدمين.
لذلك، يتعين على المبرمج المبتدئ أن يحرص على تحقيق الجودة العالية في الكود الذي يكتبه، والعمل على تطوير مهارات البرمجة الخاصة به، من خلال الاطلاع على أحدث التقنيات والإرشادات في هذا المجال. وبتطبيق هذه الإرشادات، يمكن للمبرمج المبتدئ الاحتفاظ بالكود الخاص به بحالة جيدة، وتجنب وجود الأخطاء والعيوب التي قد تسبب في مشاكل غير محمودة.
وفي النهاية، يصبح من الأمور الضرورية التي يجب على المبرمج المبتدئ اتباعها، هي مراجعة الكود بشكل دوري، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان الحصول على برمجيات ذات جودة عالية، تعمل بطريقة سليمة وفعالة، وتحقق رضا المستخدمين.
7- عدم الاهتمام بالأمان :
تعتبر الأمان ضرورة مهمة لأي برمجيات ينتجها المبرمج المبتدئ، حيث أنه يسهم في حماية المستخدمين من أي مخاطر قد تواجههم جراء استخدام تلك البرامج. فبعد أن ينجح المبرمج المبتدئ في إنتاج برمجياته، يجب عليه أن يستكشف جميع العيوب الخاصة بها، وإدراج تدابير الأمان اللازمة في البرمجيات التي يتم إنتاجها.
يعتبر المبرمج المبتدئ هو الرابط الذي يربط بين البرمجيات التي ينتجها والمستخدمين الذين سيتعاملون معها، لذلك فهو مسؤول عن توفير أعلى مستويات الأمان في البرمجيات التي ينتجها. ولتحقيق ذلك، ينبغي للمبرمج المبتدئ الاطلاع على أحدث التقنيات الأمنية، والعمل على تطبيقها بشكل صحيح وفعال ، كما ينبغي عليه الاحتفاظ بالبرمجيات السابقة لتحليل أي نقاط ضعف ظهرت فيها.
وبالتالي، فإن المبرمج المبتدئ يمكنه تحقيق الأمان اللازم في برمجياته من خلال ممارسة البرمجة الآمنة والمتابعة الدورية لجميع البرمجيات التي ينتجها، والتأكد من عدم وجود أي ثغرات تُفتح الطريق أمام المخترقين للدخول إلى بيانات المستخدمين أو تدمير البرمجيات. وعليه أن يسعى دائمًا لتحسين مهاراته البرمجية والتأكد من أن برمجياته تحقق مستوى الأمان الأمثل، تلبيةً لمتطلبات المستخدمين المختلفين.
8- عدم الالتزام بمعايير البرمجة :
يعد الالتزام بالمعايير البرمجية هو أحد الأمور الأساسية التي يجب على المبرمج المبتدئ الانتباه إليها، حيث أن ذلك يتيح له القدرة على تطوير برمجياته بشكل أكثر راحة وسلاسة، كما يضمن للمستخدمين الحصول على برمجيات آمنة وموثوقة.
ومن هنا، يتعين على المبرمج المبتدئ مراعاة جميع المعايير البرمجية المتعارف عليها، وذلك عن طريق استخدام التعليقات التوضيحية في الكود وتسمية العناصر بأسماء واضحة وسهلة الفهم، كما يجب أن ينظم الكود بحيث يكون قابلًا للصيانة والتطوير في المستقبل، فضلاً عن مراقبة وإدارة الأخطاء في برمجياته.
وبالتالي، فإن المبرمج المبتدئ يمكنه الحصول على الفكرة الأمثل حول الأمور التي يجب الالتزام بها في البرمجة، والعمل على تحقيق المعايير البرمجية في برمجياته، وبذلك يمكنه البناء على ذلك للتطوير في مجال البرمجة بشكل أفضل. وعليه أن يكون حريصًا على تحسين مهاراته البرمجية وتعلم أحدث تقنيات البرمجة وإدارة الأخطاء.
9- عدم الاستفادة من أدوات التطوير :
تمثل أدوات التطوير موردًا هامًا وضروريًا لأي مبرمج مبتدئ، حيث تسهل عليه عملية تطوير البرمجيات وتحسين جودتها، أيضًا تساعد في زيادة الإنتاجية وإتمام الأعمال بشكل أسرع.
إنّ طريق البرمجة للمبتدئين قد يكون جهداً ضخماً لكنّه يحمل ثماراً جمّة، إذ يمكنهم الاستفادة من أدوات التطوير المختلفة والتي تشمل محررات النصوص والمترجمات والمنصات التطويرية والأدوات الإضافية. للمبرمج المبتدئ أن يتعلّم كيف يستخدم هذه الأدوات بشكل صحيح، حتى يزيد من إنتاجيته ويحسّن جودة البرمجيات التي ينتجها، وكذلك يعمل على تذليل الصعاب التي يمكن أن يواجهها في طريقه. فلا شيء مستحيل مع العزيمة والجهد والتعلّم المستمر.