في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت بريطانيا أنها توصلت إلى اتفاق لنقل ملكية جزر “Chagos” الواقعة في المحيط الهندي إلى دولة موريشيوس، بعد أن كانت تحت السيادة البريطانية منذ عام 1814. هذا التطور يأتي بناءً على قرار صادر عن المحكمة الدولية لقانون البحار، التي حكمت بأن بريطانيا لا تملك الحق في الاحتفاظ بهذه الجزر ويجب أن تسلمها إلى موريشيوس.
أحد التداعيات المثيرة للاهتمام لهذا الاتفاق هو الخطر المحتمل على نطاقات الإنترنت التي تنتهي باللاحقة “.io”، وهي نطاقات شائعة بين الشركات التقنية، وخاصة في مجال البرمجيات، حيث أن “.io” يُستخدم كمختصر لعبارة “Input/Output” في عالم الحوسبة. هذه النطاقات تُستخدم بشكل واسع من قبل العديد من الشركات التقنية الناشئة والمؤسسات البارزة مثل GitHub.io. ومع انتقال الجزر إلى موريشيوس، فإن المنطقة التي كانت تُعرف باسم “إقليم المحيط الهندي البريطاني” (BIOT) ستختفي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه النطاقات.
يوجد حاليًا أكثر من 1.6 مليون موقع إلكتروني مسجل تحت نطاق “.io”، مما يثير قلق العديد من أصحاب هذه النطاقات بشأن مصيرها. وفقًا لقوانين هيئة IANA، الجهة المسؤولة عن تخصيص النطاقات للبلدان، فإن أي منطقة تختفي أو يتغير وضعها الجغرافي يتم إلغاء نطاقاتها بعد فترة خمس سنوات. حدث شيء مشابه في عام 2007 عندما تم إلغاء نطاق “.yu” بعد تفكك جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، مما منح أصحاب هذه النطاقات ثلاث سنوات للانتقال إلى نطاقات أخرى قبل حذفها بالكامل في عام 2010.
ومع ذلك، لم يتضح بعد ما سيحدث لنطاق “.io”. وفقًا لـ ICANN، الجهة المشرفة على IANA، قد يتم التوصل إلى اتفاق لنقل إدارة هذا النطاق إلى موريشيوس، كما حدث مع نطاقات أخرى مثل “.ai” الخاص بجزر أنغويلا، التي أصبحت مصدر دخل كبير للدولة. وقد حدث موقف مشابه مع نطاق “.su” الخاص بالاتحاد السوفيتي، حيث لم يُلغَ النطاق بعد انهيار الاتحاد، بل تم نقل إدارته إلى روسيا.
يبقى مصير نطاق “.io” غير مؤكد، ولكن مع الاهتمام الكبير الذي يحظى به هذا النطاق بين الشركات التقنية، من المتوقع أن يكون هناك جهود لإيجاد حلول تحفظ استمراريته.